
تصفية الشركات والأسباب التي تؤدي لها
تصفية الشركات والأسباب التي تؤدي لها حيث أن الرياح لا تأتي بشكل دائم بما تشتهيه السفن، وقد يضطر صاحب الشركة في مرحلة ما أن يتخلى عن مشروعه والبدء في تصفيته، وبالرغم من أنها خطوة بالغة الصعوبة إلا أنها يجب أن يتم تطبيقها بمهارة واحترافية حتى يتم الحد من الخسائر.
تصفية الشركات
يمكن لنا القول بأن تصفية الشركة تعني العمليات التي يتم القيام بها بهدف إنهاء نشاط الشركة التي تم تكوينها، وتحديد ما على الشركة من التزامات، وما لها من حقوق ومستحقات لدى الغير، والقيام بتوزيع المتبقي من الأموال بعد سداد الالتزامات على الشركاء.
ويمكن تعريف التصفية بمعنى آخر:
وهو قيام الشركة ببيع أصول الشركة أو أسهم الشركة وتسديد الالتزامات التي عليها، حيث أن هناك عدد من الأسباب التي تؤدي لتصفية الشركة، وهي:
أسباب تصفية الشركات
في إطار حديثنا عن تصفية الشركات والأسباب التي تؤدي لها، يوجد العديد من الأسباب التي تدفع أصحاب المشاريع إلى إجراء التصفية خاصة مع التضخم الذي يتعرض له السوق العالمي سواء من ظروف الحرب، أو عدم استقرار أسعار العملات النقدية، ولقد ترتب على ذلك تخلي أصحاب المشاريع والشركات المتوسطة والصغيرة إلى التصفية بهدف الحفاظ على مكانتهم في سوق العمل، ومن بين الأسباب المؤدية لذلك ما يلي:
- عجز الشركة عن تحقيق مكاسب مجدية لوقت طويل من العمل.
- عدم التوافق بين أهداف المشروع وطبيعة السوق مما يعمل على عدم تحقيق الأهداف والفشل في ذلك.
- انتهاء الوقت القانوني للشركة وعدم تجديدها.
- انتهاء صلاحية الشراكة بين المسؤولين عن الشركة، وبقاء شريك واحد فقط فيها.
- تصفية المشروع من خلال قرار قضائي يقتضي ذلك.
- إفلاس المسؤولين عن المشروع وعجزهم عن إتاحة السيولة النقدية اللازمة لاستكمال العملية الإنتاجية بسلاسة ونجاح.
- التوقف عن مزاولة العمل لعام أو أكثر بدون أي مبرر لذلك.
- عجز الشركاء عن دفع الالتزامات المستحقة تجاه الآخرين.
ما الفرق بين التصفية والإفلاس
الكثير من الأشخاص من أصحاب المشاريع يخلطون بين معنى التصفية والإفلاس، بما أن كلاهما يشيران إلى انتهاء المشروع، ولكن في الحقيقة هناك فرق كبير بين التصفية والإفلاس من حيث طبيعة الالتزامات والمسؤوليات.
التصفية عبارة عن إجراء تتيح للمؤسسة الاحتفاظ بكيانها الاعتباري حتى آخر لحظة، بحيث يتم فيها حصر كافة الالتزامات بما في ذلك الالتزامات المالية، واستيفاء الحقوق بجميع أشكالها، وسداد جميع الديون، والباقي من الأموال يتم توزيعه على الشركاء.
ويُقصد بالتصفية أنها الإجراء التي يلجأ إليه المسؤول عن المشروع، وذلك عند رغبته في إنهاء مزاولة أعمال المشروع، وذلك بدون الاقتراب من حقوق الشركاء أو الموظفين أو حتى الدولة التي يوجد بها المشروع.
وضمن حديثنا عن تصفية الشركات والأسباب التي تؤدي لها، فإن عملية التصفية تتم إما من خلال المسؤول عن المشروع وذلك في حالة كان هو صاحب المشروع الوحيد، أو قد تتم عملية التصفية من خلال “المصفى”، وهو شخص يتم عمل توكيل له بإجراء كافة الأعمال المتعلقة بتصفية المشروع أو المؤسسة، وذلك في حالة وجود مجموعة من الشركاء، أو وجود إجراءات قانونية معقدة خاصة بسداد التزامات الشركة.
أما الإفلاس فهو عبارة عن إجراء يلجأ إليه صاحب الشركة في حالة عجزه عن سداد الديون، مما يضطره إلى عرض جميع ممتلكاته وكافة الأصول إلى البيع، حتى يتمكن من توفير السيولة النقدية التي تتيح له سداد الديون والالتزامات، وفي حالة عدم قدرته على تغطية الالتزامات يخضع إلى المسائلة القانونية.
ما هي أنواع تصفية الشركات
استكمالاً لحديثنا عن تصفية الشركات والأسباب التي تؤدي لها، سنوضح لكم الآن أنواع تصفية الشركات والتي تتمثل فيما يلي:
التصفية الاختيارية للشركات
التصفية الاختيارية عبارة إجراء يتم اللجوء إليه عند يتم استفتاء الأعضاء على كل الطرق والسبل المتوفرة والتي تخص متابعة المشروع بدون أي التزامات أو أزمات، وفي هذا الاستفتاء يتفق جميع الأعضاء على ضرورة وقف مزاولة النشاط، مع الالتزام بدفع جميع الالتزامات المالية ثم توزيع رأس المال المتبقي على الأعضاء وفقًا لنصيب كل عضو من أسهم الشركة.
غالبًا ما يتم اتخاذ قرار تصفية الشركة اختياريًا عندما يفشل المشروع في تحقيق أي سبب من الأسباب السابق ذكرها أعلاه، والتي لا يكون للقانون دخل بها، مثل عدم تطابق أهداف المشروع مع طبيعة السوق، أو انتهاء الفترة القانونية للمشروع، أو الفشل في تحقيق المكاسب المتوقعة.
التصفية الإجبارية للشركات
في إطار حديثنا عن تصفية الشركات والأسباب التي تؤدي لها، سنوضح الآن المقصود بالتصفية الإجبارية للشركات، والذي يتمثل فيما يلي:
تُعد التصفية الإجبارية من أصعب التصفيات وأكثرها ضررًا، فعادة ما تتضمن أضرارها أصحاب المؤسسة نفسها، فتتأثر سمعتهم في سوق العمل، مما يقلل من قدرتهم على الرجوع مرة أخرى إلى العمل ومواجهة السوق التنافسي.
والشركات المتوسطة تتعرض لهذا النوع من التصفية في حالة مخالفة القوانين والتشريعات الخاصة بإدارة المشاريع والشركات، أو في حالة زيادة نسبة الخسائر عن 75%، أو بسبب توقف العمل لأكثر من سنة، وفي هذه الحالة السلطة القضائية تبدأ بالتدخل لتجبر الشركاء على وقف مزاولة النشاط وبدء التصفية خلال مدة محددة.
الإجراءات المتبعة عند تصفية الشركات
استكمالاً لحديثنا عن تصفية الشركات والأسباب التي تؤدي لها، يجب علينا التنويه أن الإجراءات التي يجب اتخاذها عند تصفية الشركات الكبيرة تختلف عن الإجراءات التي يتم اتخاذها عن تصفية البضائع في الشركات المتوسطة والصغيرة؛ حيث أن الأولى تتميز بوجود أطراف عديدة وتكون أكثر تعقيدًا، ويتم الاعتماد على الشق القانوني في أغلب المعاملات الخاصة بها.
أما الشركات الصغيرة غالبًا ما يكون يتم اتخاذ قرار التصفية من خلال صاحب المشروع، وفيه يتم حصر كافة الالتزامات من إنتاجية وإدارية ومالية قبل اتخاذ قرار التصفية، ومن ثم يتم العمل على استيفاء كافة الإلتزامات قبل الانتهاء من المشروع، أما فيما يخص إجراءات تصفية الشركات بشكل سليم احترافي فيتم كما يلي:
- الاستعانة بمصفي قانوني وهو شخص مهمته تتمحور حول إدارة عمليات التصفية بشكل قانوني واحترافي، فيتم أولاً إشعاره رسميًا بالأمر، ثم يبدأ أعضاء مجلس إدارة الشركة بالانسحاب والإعلان عن هذا الإجراء رسميًا، ثم التخلي للمصفي القانوني عن كل الصلاحيات.
- حصر جميع التزامات الشركة المالية وذلك بعد تولي السلطة مباشرة من أعضاء مجلس الإدارة، ويبدأ المصفي القانوني بعمل عملية حصر لجميع التزامات الشركة الإدارية والمالية والإنتاجية.
- جميع الأصول يتم تحويلها إلى سيولة نقدية يمكن تداولها، وذلك ببيع الأجهزة، والعقارات والأراضي ليتم استخدام المال في دفع الديون.
- دراسة أرباح المؤسسة والخسائر ورصدها ثم تحضير تقرير مالي بها مفصل، كذلك على المصفي القانوني عمل ميزانية يتم العمل بها عند تصفية جميع أعمال الشركة.
- بعد أن ينتهي المصفي القانون من إجراء الخطوات السابقة يجب من الشركات الموافقة على كافة الإجراءات والقرارات التي يقوم بها المصفي.
- دفع كافة الديون والمستحقات المالية، والسيولة المتبقية يتم توزيعها على الشركاء.
- الإعلان عن تصفية الشركة وتوقفها عن مزاولة النشاط، ولكن مع الاحتفاظ بكيانها الاعتباري من خلال إتمام كافة الأمور الخاصة بالتصفية بشكل قانوني ومحترف.
الأسئلة الشائعة
هناك العديد من الأسئلة التي يرغب الكثير في معرفتها حول تصفية الشركات والأسباب التي تؤدي لها، ونحن سنجيب على البعض منها:
ما هي متطلبات انقضاء الشركة؟
تتمثل متطلبات انقضاء الشركة فيما يلي:
– عرض الأصول التي تمتلكها الشركة للبيع.
– تحصيل مستحقات الشركة من العملاء.
– دفع الديون المستحقة، وكافة الالتزامات المالية للمؤسسات الحكومية.
– تقسيم ما تبقى من سيولة نقدية على الشركاء والمساهمين.
كم مدة تصفية الشركة؟
المصفي القانوني يعمل على تقديم حساب مؤقت عن كل أعمال التصفية كل ستة أشهر، مع مراعاة أن يقوم بتوضيح كافة المعلومات التي يحتاج إليها الشركاء، وذلك بالقدر الذي لا يتسبب في أي ضرر بالشركة.
من المسؤول عن ديون المؤسسة؟
الشركة التي تتمتع بالمسؤولية المحدودة هي المسؤولة بشكل كامل عن التزاماتها وديونها.