المحاسبة الإدارية
في ضوء التطور المستمر الذي يحدث في عملية إنتاج المعلومات بشكلٍ مستمر ومتواصل، أصبح إنتاج المعلومات الكَمّية يعتمد بشكلٍ أساسي على الأساليب الكَمية والحاسبات الإلكترونية في ظل الثورة الإلكترونية المتواصلة. وقد انعكس التطور على هذين المجالين. الأمر الذي أدى إلى نتائج إيجابية على عملية إنتاج المعلومات بشكلٍ عام، والمعلومات الكَمية اللازمة لخدمة وظائف الإدارة بشكلٍ خاص. وهذا بالإضافة إلى حجم المنشآت الكبير. الأمر الذي نتج عنه زيادة الطلب على المعلومات الكَمية اللازمة لأغراض التخطيط والرقابة وتقييم الأداء وصناعة القرارات.
وفي هذا المجال يمكن تحديد مجموعة من المتغيرات التي تؤدي إلى ضرورة الاهتمام بعملية إنتاج المعلومات الكَمية والغير كَمية؛ وذلك بهدف ترشيد وظائف الإدارة على مستوى الإدارة الدنيا والوسطى، وعلى مستوى الإدارة بصفة عامة. وهذا ما سنتعرف عليه في مقال اليوم من مراحل تطور المحاسبة الإدارية.
المتغيرات التي أدت إلى زيادة الطلب على المعلومات الكَمية
هناك مجموعة من المتغيرات التي تتمثّل فيما يلي:
1. كِبر حجم المنشأة والامتداد الجغرافي للمنشأة على المستوى المحلي والعالمي.
2. التطور في مجال علم الإدارة مما يُوجب على الإدارة الاستعانة بالمعلومات.
3. ضرورة انفصال ملكية في المنشأة عن الإدارة في إدارة الشركات، وخاصةً الشركات الكبرى.
4. التطور في الأساليب المُستخدمة في إنتاج المعلومات.
5. التطور في مجال تكنولوچيا المعلومات والحاسب الآلي، مما يؤدي إلى استخدام أساليب التكنولوجيا المتقدمة في الشركات.
6. التطور في الممارسات الإدارية والأساليب المحاسبية بهدف تحسين وتطوير الوظائف الإدارية، وعلى سبيل المثال:
أ – التكلفة على أساس النشاط (ABC).
ب- الإدارة على أساس النشاط (ABM).
ج- نموذج الأداة المتوازن (BSC).
د- الجودة الشاملة (TQM).
هـ- القياس المقارن بأفضل أداة (BM).
التطور التاريخي للمحاسبة الإدارية
هذا بالإضافة إلى استخدام الأساليب التقليدية للمحاسبة الإدارية، وعلى سبيل المثال: مفاهيم التكلفة المستوعَبة، والموازنات وتحليل التكلفة والحجم والربح، ومع التطور في عملية إنتاج المعلومات بتطور الحاجة إلى المعلومات بتطور نوعية الطلب عليها، ويمكن تقسيم مراحل الطلب على المعلومات حسب الآتي:
أولًا: حسب ظهور نوعية جديدة من المستخدمين للمعلومات المُحاسبية:
1. المرحلة الأولي للطلب على المعلومات من خلال المنشأة.
2. المرحلة الثانية للطلب على المعلومات من قِبل المستويات الإدارية بالمنشأة.
3. المرحلة الثالثة للطلب على المعلومات من قِبل الجهات الرقابية في المجتمع.
4. المرحلة الرابعة للطلب على المعلومات من فئات المجتمع المختلفة.
5. المرحلة الخامسة للطلب على المعلومات من قِبل جهات الرقابة البيئية.
ومن خلال هذه المراحل، نلاحظ أن التطور للمعلومات مرتبط بالتقدم في المجال الاقتصادي والإداري. حيث تبدأ عملية إنتاج المعلومات عند انفصال ملكية المنشأة عن الإدارة، وكان قبل هذه المرحلة مستخدم المعلومات هو منتجها. وعندما يكون صاحب المشروع هو مدير المشروع وهو المحاسب. وعند اتساع وتطور وكِبر حجم المشروعات، ظهرت الحاجة إلى الإدارة الاحترافية، التي أدت إلى ظهور مستخدم جديد للمعلومات. والتي تتمثل في الإدارة المتخصصة للمشروعات، وبصفة خاصة المنشآت الكبيرة. وبدأت من هنا ظهور المرحلة الثالثة، وذلك نتيجة لوجود تعارض بين مصالح الجهات المختلفة. وظهرت المرحلة الرابعة من المستخدمين نتيجة لوجود مستخدمين جدد للمعلومات، والتي تتمثل في وجود جهات المجتمع المختلفة المتناثرة بالمنشأة والأطراف صاحبة العلاقة معها. الأمر الذي أدى إلى ظهور مصطلح ما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية أو ما يُعرف بالمحاسبة الاجتماعية. الأمر الذي أدى إلى ظهور المرحلة الخامسة، وذلك نتيجة إلى حاجة المستخدمين إلى نوعية جديدة من المعلومات المُحاسبية. والتي تتمثل في الجهات الرقابية على البيئة المحيطة.
وفي نهاية المقال نتمنى أن نكون قد أفدناكم بما يخُصّ المراحل الأولى من تواجد المُحاسبة الإدارية، ونضرب لكم موعدًا جديدًا مستقبلًا مع المزيد من المقالات.
أسرة المُحاسبة للجميع.